باستطاعتي أن أعيش وحيدة – قصّة قصيرة

أتذكر أول مرةٍ أحسست فيها بالاغتراب، كنت في السابعة من عمري، وكانت صديقتي التي أمضت فصلاً دراسياً كاملاً معي قد تخلت عني للتو. أنفلقت مني يومها أوّل خيبة.
“لستِ بحاجةٍ إلى أحد، باستطاعتك العيش وحيدة” أخبرتني أمي.

ثم دخلت الجامعة، وتخرجت، وتشذّر كل رفاقي الذين عرفتهم. لكنني لم أقلق؛ باستطاعتي العيش وحيدة.

ثم كبرت، وأحببت، لكن أحداً لم يحبني. باستطاعتي العيش وحيدة.

ثم تزوجت، لم أسأل ولم أطلب، لم يُعطِ ولم آخذ، لم أختر شيئاً من ذلك، ولم أبديه. وما ضرّني ذلك في شيء.. باستطاعتي أن أعيش وحيدة.
ثم بلغت الثلاثين، وأحسستُ استطاعتي تذبل. ووحدتي تكبر. أردت طفلاً، بل أطفالاً. كانت تلك أول مرةٍ أريد، وأول مرةٍ أسأل. استيقظت رغبتي، وأودعتها بحفاوة في صغاري.

في طاولة الفحص، نظرت إليّ الطبيبة بأسى، وأنبأتني يدها وهي تربت علي كل شيء.

تذكرت أمي: “باستطاعتك…”

لكن، لا.

وبكيت.

3 آراء على “باستطاعتي أن أعيش وحيدة – قصّة قصيرة

  1. مرحبًا بنان،
    أنا أتابعك منذ زمن بعيد، ربما منذ ظهورك في مواقع التواصل الاجتماعي وعصر بداية التدوين. أرى أجزاء من روحي في كتاباتك، لا أعلم إن كان هذا هو الصرح المناسب لأتفوه بمثل هذه العبارة أم لا، ولكن أحببت أن أخبرك أنني أنتظر مولودة في القريب العاجل وقد قررت أن أسميها بنان تيمنًا. أشكرك، وأشكر الله على وجودك.

  2. أعتقد أن الوحده لعنة , ألقيت على أول المنبوذين , وما نشعره جزء لايذكر مما يشعر به .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *