المسكين. (قصة قصيرة)

– يقولون أنها كانت قريةً ناضخة، وحيّة. وإني لأظنها استصابت لما قفرها قومها وانزاحوا عنها.
– لا أذكر عندها إلا وجعي، ولا أذكر منها إلا مُنقلبي.
– صحيح، أُخبرنا بأنك كنت تحب ليلى هاهنا.

وثب أمامي مثل قط: “من قال؟! إنما أكرهها! ومابغضت أحداً من العالمين مثلما بغضتها!”
ثم هدأ، وتراجع: “لكن، صحيح… كنت أحبها
وهبتها خاطري كله، وخيري جله، ورأيت فيها حاضري، وغدي، وفواتيحي، وخواتيمي، ويممت كل مراكبي عندها.
وظننتها.. أحبتني.
لكنها، لم تقابلني بمثل نيّتي، واختارت نيةً عند غيري

عند قريبٍ لها.

أما وقد حالت بيني وبينها الأيام فإني ما كنت لآسى على مدبر، هل سمعت؟ ماكنت لأغتفر لنفسي هذه الحماقة.”
– آه.. صحيح.

“لا أحتاجها، ألست تراني حياً؟!” وكنت أراه ميتاً.
“أما تراني بخير حال؟” وكانت حاله مزرية.
“إنني أتنفس” يختنق.
“وأضحك” كاذب.
“لقد تجاوزتها منذ زمن” المسكين…

– مابالك لا تتزوج إذاً وقد جاوزت الأربعين.

أخذ يتمتم.. ثم رفع رأسه تجاهي:

“لكنني…
أحتاج ليلى.”

ثم أجهش بالبكاء.

رأيان على “المسكين. (قصة قصيرة)

  1. لعل تعقيبي الوحيد هو كما قال شرف الدين عمر بن الفارض

    ولقد أَقولُ لِمَنْ تحَرّشَ بالهوى
    عرّضْتَ نفسَكَ للبَلا فاستهدف

    أنتَ القَتِيْلُ بأيّ مَنْ أحبَبْتَهُ
    فاختر لنَفْسِكَ في الهوى من تصطفي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *