١٤ / ١٠, في الوقت الذي ينتظر به ثُلةٌ من المسعورين هذا اليوم ليصرخوا بالشَّوارع أو يُحطّموا ما تقع عليه أبصارهم و أيديهم - كتعبيرٍ بائس عن الفرح , نرى الثُلّة الأخرى تنتظره أيضاً لتتذمَّر حول الوطن وتبكيه .
هذا الوطن الذي تتسابق حناجر بعضنا على شتمه واهانته نحن من عليه أن يبني لُبنته ويُصحَّح خطيئته ، هذا الوطن الذي وهبنا -على الأقل- هويةً ما و أمان ينتظر منا بِرّه .
لست من المُقدّسين , ولا من الناكرين والناكرات أيضاً ! لكن للوطن علينا حقّ , حق أن ننهض به ونُقوّمه بدل الأجنبي . للوطن علينا معروف , وردُّ هذا المعروف لا يكون بالقول الجَحود أو صُراخ المعتوه !
أرانا في كُلّ حين شعبٌ قلَّ ما يُعجبه , ولو أُتيح لنا لحصلنا على نوبل الساخطين ! فالمُتذمر مِنّا يدلف حرباً ضروس فيما لا ينال رضاه , ويخال لك حينها أنّه مُكافحٌ مُجدٌ يسعى من أجل الوطن بينما يحكُّ ظهره مُتكئاً على لوحة المفاتيح لا يفعل شيئاً ! كعجائز ” العصريّه ” لا يُجيد الواحد منهم سوى علك الأمور و إدّعاء فهمها .
أي نعم - كغيري-لا أُحب الوطن مُخطئاً , لكني اُحبّه أكثر حين يحتاجني لأصنع له شيئاً غير الكلام !
فالكلام : لا ضير منه لرفع المعنويات , نُصح المراهقات ! وإيقاظ حالمٍ نسي تذكرته للواقع . لكنه غير صالحٍ ونافع للوطن على الإطلاق , لا يُفلح للوطن سوى الفِعال ! فانجزوا شيئاً غير الكلام .
و تذكّر قبل أن تتذمر حول الوطن وتُنكره , أنّك - يا عزيزي- تعيش بأحضانه وتتنفس هواءه , فأسعوا مُصلحين أو اخرسوا مشكورين !
الوطن : مواطن ، وبُرقيّ المواطن يكون رُقيّ الوطن .